الياميش ورمضان

الياميش والمدارس

يسرقان فرحة رمضان

أيام معدودات ويحل علينا شهر رمضان الفضيل أعاده الله عليكم بالخير والبركات إلا أنه خلال الأسبوع الأخير الذي يسبق هلال رمضان تستقبل الأسر العربية في مشرقها ومغربها فاتورتين باهظتين..الأولى هي فاتورة الياميش الرمضاني والثانية هي فاتورة مصاريف ومستلزمات المدارس .

الياميش ورمضان 583305

وليس مجالاً للشك من أن هاتين الفاتورتين جاءتا في ظل استعدادات التجار لاستغلال المناسبتين الاستغلال الأمثل.. فسريعاً ما تم رفع الأسعار ليبدأ نزيف جيوب الآسر العربية.

ولعل ما يضاعف من وطأة هذا الغلاء أن معدل الاستهلاك الشهري للأسرة العربية يرتفع ما بين 30 إلى 50% خلال رمضان، وهو ما يجعل المواطنين ممزقين ما بين غلاء تعجز قدراتهم المالية عن ملاحقته، وعادات استهلاكية اعتادوا عليها، وأصبحت جزءًا من طقوسهم الثابتة خلال الشهر الكريم.

بينما بالمقابل نسمع التصريحات الحكومية النارية الرافضة للزيادة مهددين بالويل والثبور وعظائم الأمور لكل تاجر تسول له نفسه ويساهم زيادة الغلاء، إلا أن هذه التصريحات النارية ما هي إلا لامتصاص نقمة المواطن المغلوب على أمره، حتى يتكيف مع الأمر ويبقى الحال كما هو عليه.

النهم الشرائي هو السبب!

وفي هذا الصدد تنطلق دعوات من الخبراء الاقتصاديون ينادون فيها المستهلك إلى مواجهة موجة ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية بعدم الاندفاع لشراء الاحتياجات دفعة واحدة قبل دخول شهر رمضان, حيث إن نسبة كبيرة من السلع تتراجع أسعارها خلال الأيام الأولى من الشهر الكريم.

أبو تريكة وحرب الياميش

وقد بدأت حرب الياميش الرمضانية مبكراً هذا العام فرغم أن الحالة الاقتصادية لمعظم المصريين ليست على ما يرام، إلا أنه لا يمكن حلول شهر رمضان دون أن تشهد مصر نشاطا تجاريا ملموسا يزداد فيه رواج سلع كانت تتوارى بعد انقضاء الشهر الفضيل.

ويتربع سوق الياميش على عرش الفائز الأكبر في سباق رمضان التجاري، وكما هو الحال في كل عام اعتاد المصريون على تسمية أنواع البلح بمسميات خاصة بهم، فبينما تم وضع نصر الله وبوش وكوندي على شكائر البلح العام الماضي، نجحت الأحداث المحلية في السيطرة على مزاج المصريين هذا العام، فيما يتعلق بالأسماء التي اعتادوا إطلاقها على أنواع تمور رمضان المختلفة، حيث جاء اسم أجود أنواع التمر هذا العام لا علاقة له بالسياسة، حيث رأى المصريون أن أبو تريكة يعد أفضل اختيار لإطلاقه على أجود أنواع التمور المصرية، ليباع الكيلو منه بـ 16 جنيها مصرياً.

السيناريو المتكرر

سيناريو آخر يتكرر في كل موسم رمضاني فخلال الأيام التي تسبق بداية شهر رمضان تعج الساحة الاقتصادية وصفحات الجرائد بالحديث عن ارتفاع فواتير الاستيراد للسلع الاستفزازية كالياميش والفوانيس الصيني ولا تنطوي مسألة استيراد الفوانيس الصيني على تكلفة الفاتورة الباهظة بكل المقاييس ، بل لأنها قد تؤدي إلى اندثار صناعة مصرية قائمة منذ العهد الفاطمي هذا إن لم تكن قد اندثرت بالفعل بسبب تفوق الصيني عن نظيره المصري بفضل التكنولوجيا وفرق الأسعار.

الياميش ورمضان 583304

مظاهر الاحتفال بشهر رمضان في مصر

وتشهد الأسواق المصرية حاليا إقبالا من الأطفال والكبار على شراء فانوس رمضان التي يمكن أن تصل في كثير من الأحيان إلى مائتي جنيه أو للفانوس الكبير و20 جنيهاً للصغير ولعل هذا ما جعل البعض يغير تجارته في هذا الموسم خصيصا لتحقيق مزيد من الأرباح.

الكنافة والقطايف

تجارة أخرى تظهر في رمضان هي تجارة الكنافة والقطائف فلا تكاد تجد حي أو شارع سواء راقي أو شعبي يخلو من فرن الكنافة البلدي الذي يحتفظ بمكانته عام بعد عام أمام الكنافة المصنوعة آليا، كما ينشط سوق الألعاب النارية كالبمب والصواريخ الذي ينتشر في رمضان والعيد رغم حظره .

وكما هو الحال كل عام تظهر النفوس الضعيفة لبعض التجار فيتسابق بعضهم في استيراد المستلزمات الرمضانية المنتهية الصلاحية كاللحوم أو الياميش.

تجارة الكتب

في رمضان أيضاً يزدهر سوق الكتب والأشرطة الدينية ويصبح سوقا رائجا ومربحا إلى حد ما، حيث تشهد الأسواق هذه الأيام نشاطا مكثفا في هذه التجارة، التي يتخذ البائعون المتجولون ساحات المساجد وأحيانا الأسواق الشعبية ووسائل النقل والمواصلات مكانا متميزا لها، حيث يعرضون الكتب والأشرطة الدينية على الأرض، فتبدو تجارة متواضعة، ولكن نجاح بعضهم فيها أغرى الآخرين بنهج نفس السبيل .