متمردو دارفور يواصلون المحادثات والسودان ينتقد فرنسا

متمردو دارفور يواصلون المحادثات والسودان ينتقد فرنسا

</A>




سليمان مرجان (إلى اليمين) أحد القادة الميدانيين لجيش تحرير السودان أحد الفصائل المتمردة في دارفور لدى وصوله إلى منتجع أروشا في تنزانيا لحضور محادثات السلام - صورة لرويترز.


اروشا (رويترز) - واصل متمردو دارفور محادثاتهم في تنزانيا يوم الاحد في اول مرة يجلسون فيها سويا لمحاولة توحيد مواقفهم قبيل محادثات سلام مع الحكومة السودانية.
لكن غياب بعض الشخصيات الاساسية اثار الشكوك ازاء فرص النجاح واتهم السودان فرنسا بعدم تشجيع زعيم متمرد ذي نفوذ على الحضور.
وقال دبلوماسيون في الاجتماع الذي ترعاه الامم المتحدة والاتحاد الافريقي إن حفنة من القادة الميدانيين للمتمردين انضموا الى المحادثات في منتجع فاخر قرب مونت كلمنجارو بعدما وصلوا من منطقتهم النائية والقاحلة في غرب السودان.
وجلس القادة مع زعماء سياسيين من فصائل اخرى. ويأمل الدبلوماسيون ان يتمكن المتمردون من الاتفاق على برنامج مشترك للمحادثات مع الخرطوم وايضا على موعد ومكان لعقد المفاوضات.
ووافق مجلس الامن الدولي الاسبوع الماضي على نشر قوة لحفظ السلام قوامها 26 الف فرد في دارفور مما أعطى دفعة للعمل بشأن تسوية سياسية لانهاء صراع مستمر منذ اربع سنوات يقول خبراء دوليون انه اسفر عن مقتل 200 الف شخص.
وقال نور الدين مزني المتحدث باسم الاتحاد الافريقي "حركات التمرد تتفاعل وتتحدث فيما بينها الان ونحن نتوقع ان يخرجوا بشيء. نحن متفائلون بهذا النوع من التفاعل."
ولم يتضح على الفور ما اذا كانت المحادثات ستختتم في وقت متأخر يوم الاحد حسب المقرر.
وعقد مبعوث الامم المتحدة بشأن دارفور يان الياسون ونظيره من الاتحاد الافريقي سالم احمد سالم محادثات ايضا يوم الاحد مع ممثلين من تشاد واريتريا ومصر وليبيا في اروشا لحثهم على استخدام نفوذهم لدى الفصائل التي يدعمونها.
لكن بعض الشخصيات المهمة تغيب عن محادثات اروشا.
واتهم السودان فرنسا بعدم تشجيع مؤسس جيش تحرير السودان ورئيسه عبد الواحد محمد النور على الحضور.
ولا يقود النور سوى القليل من القوات في منطقة جبل مرة في الوسط لكنه يحظى بتأييد كبير بين نحو 2.5 مليون شخص من دارفور اضطروا للعيش في مخيمات للاجئين.
ويقول محللون ان موافقته اساسية لنجاح اي اتفاق سلام. ورفض النور حضور المحادثات قبل تطبيق برنامج للنفط مقابل الغذاء وحظر الطيران فوق دارفور.
واستدعى السودان السفير الفرنسي يوم السبت ليوضح سبب عدم ضغط فرنسا على النور ليتوجه الى اروشا.
وقال بيان لوزارة الخارجية السودانية ان الحكومة السودانية صدمت من فشل فرنسا في دفع زعيم واحد للمتمردين موجود على اراضيها لحضور اجتماع يهدف الى انهاء معاناة شعب دارفور.
وافاد مسؤول بوزارة الخارجية الفرنسية ان باريس والخرطوم على اتصال بشأن المسألة لكنه رفض ذكر تفاصيل.
ومنذ توقيع اتفاق للسلام في دارفور العام الماضي بين الحكومة وواحد من ثلاثة فصائل متمردة انقسم المتمردون لجماعات كثيرة ويقدر خبراء دوليون أن نحو 200 ألف شخص قتلوا خلال أكثر من اربع سنوات من الصراع في دارفور.
ووصل كل من جار النبي وسليمان مرجان يوم السبت وهما من القادة الميدانيين لكن فصيل الوحدة من جيش تحرير السودان وهو فصيل كبير يتزعمه عبد الله يحيي رفض المشاركة في الاجتماع قبل أن يطلق سراح سليمان جاموس منسق الاغاثة في جيش تحرير السودان.
وجاموس مسجون تقريبا في مستشفى تابع للامم المتحدة في كردفان المجاورة لدارفور منذ 13 شهرا مع تهديد الحكومة باعتقاله ان غادر. وتقول الخرطوم انها مستعدة لاجراء محادثات حول اطلاق سراحه.
وقال جاموس انه دعا يحيي وقادة ميدانيين اخرين للمشاركة في المحادثات لكنهم رفضوا.
وقال جاموس "يحيي قال لي ان قادة قواتنا في الميدان ظلوا على رفضهم وان حضر هو المحادثات فربما يؤدي ذلك لانقسام الحركة."
وكان جاموس همزة الوصل الرئيسية بين أكبر عملية اغاثة في العالم والمتمردين مخفضا اعمال العنف والنهب التي تتعرض لها قوافل الاغاثة.
وحمل متمردون أغلبهم من غير العرب السلاح في اوائل عام 2003 متهمين الحكومة المركزية باهمال منطقتهم القاحلة وحشدت الخرطوم ميليشيا معظم افرادها من العرب لتهدئة التمرد.