الديزل يقول كلمته

الديزل يقول كلمته



بعد أن كان وقود الديزل يعانى من التجاهل لعقود عديدة، أصبح هو الوقود المفضل خاصة فى أوروبا الغربية. فقد وصلت مبيعات سيارات الديزل الجديدة فى أوروبا الغربية الى أكثر من 50% من مجمل مبيعات السيارات المباعة هناك، وهو رقم مذهل يدل على تغير نظرة المستهلكين لهذا الوقود بعد سنوات من التجاهل وعدم الثقة فيه.
وحتى نستطيع الشعور بمدى التقدم الكبير الحاصل فى الطلب على هذا الوقود يكفى الإطلاع على أرقام السنوات السابقة، ففى بداية هذا القرن لم تكن مبيعات سيارات الديزل الجديدة فى أوروبا الغربية تتجاوز 32% ولم تتجاوز 23% فى عام 1995.
وللعودة أسباب
من أهم أسباب عودة وقود الديزل للتواجد بقوة فى أسواق أوروبا الغربية هو ارتفاع سعر البنزين كنتيجة مباشرة للزيادة المطردة فى أسعار البترول، فقد تجاوز برميل البترول الـ60 دولارا، كما ساهمت قلة معامل التكرير فى هذه الزيادة أيضا، مما أدى الى اتجاه العديد من المستهلكين الى وقود الديزل وهو الذى يحقق وفرا يتجاوز الـ20% تقريبا عن استهلاك السيارات العاملة بالبنزين.
كما يعتبر التغلب علي الضرر البيئي الناتج من استخدام وقود الديزل من أهم أسباب ازدهار هذا الوقود فقد أصبح وقود الديزل يحقق انخفاضا في انبعاث ثاني أكسيد الكربون 20% ساعد علي ذلك ظهور العديد من الفلترات الحديثة والتي قلصت لدرجة كبيرة جدا الذرات المضرة بالصحة والتي كانت تمثل عقبة أمام انتشار الديزل سابقا.
دور الصانعين

لعب صانعوا السيارات دورا مهما في عودة وقود الديزل حيث قدم العديد من الصانعين مجموعة كبيرة من السيارات العاملة بالديزل ومن أبرز هؤلاء الصانعين فولكسفاغن والتي باعت حوالي 897506 سيارة عاملة بالديزل يليها رينو في المرتبة الثانية بعدد 877697 سيارة ثم بيجو بعدد 69454 سيارة.
كما أدخل العديد من الصانعين وقود الديزل الي فئات جديدة من السيارات فبعد أن كان استخدام هذا الوقود مقصورا علي السيارات العائلية ورباعية الدفع أصبحت محركات الديزل متواجدة في الفئة الفاخرة والرياضية الفاخرة فمثلا قدمت BMW الفئة السابعة والخامسة بمحركات ديزل وكذلك مرسيدس مع الفئة S وأودى مع طراز A8.
كذلك دخلت ماركات جديدة تماماً الي حقل محركات الديزل من أبرزها چاجوار مع طراز S type وX type وهي الماركة التي لم تستخدم محركات تعمل بوقود الديزل منذ نشأته، وهذا إن دل علي شئ فإنما يدل علي التغير الكبير في نظرة المستهلكين الي المحركات العاملة بالديزل.
فبعد أن كانت هذه المحركات موضوعة في الطرازات رخيصة الثمن والتي تتسم بالبطء، أصبحت موجودة في أفخم السيارات وتوفر تأدية ممتازة وعزم هائل مع توفير جيد في استهلاك الوقود ( فمثلا يزيد عزم 530d BMW والعاملة بمحرك ديزل عن سيارة رياضية كـ Porshe Boxter والعاملة بمحرك بنزين بمقدار 36%) وهذا يدل علي التطور الحاصل في صناعة محركات الديزل والتي أصبح عملها قريب جدا من عمل المحرك البنزيني مع عدم الإخلال بعامل المتعة في القيادة.
الديزل في أسواق جديدة
بعد أن كان وقود الديزل غير موجود تقريبا في أكبر سوق للسيارات في العالم ألا وهي سوق الولايات المتحدة الأمريكية نظرا لانخفاض أسعار البنزين في أمريكا عن مثيلتها في أوروبا الغربية، أصبح وقود الديزل متواجدا الآن في سوق الولايات المتحدة كنتيجة طبيعية الحادثة في أسعار البنزين والتي وصلت ألي مستويات قياسية في الولايات المتحدة، مما أدى ألي بحث المستهلكين عن بديل أرخص ووجد البعض ضالتهم في الديزل، علما بأن العديد من الصانعين الأمريكيين قد بدأوا في إنتاج سيارات تستخدم محركات تعمل بوقود الديزل وملائمة لأذواق المستهلكين في الولايات المتحدة ( فمثلا قدمت جنرال موتورز نسخة من طرازها الشهير سيلفرادو يعمل بمحرك ديزل كما قدمت دودچ أحد أهم طرازاتها ألا وهو دودچ رام بمحرك ديزل ).
ومع الاعتراف بأن الديزل قد بدأ بطرق أبواب سوق الولايات المتحدة بشدة إلا أنه ما يزال يخطو خطواته الأولي هناك نظرا لمحدودية الطرازات العاملة بمحركات الديزل التي تلائم أذواق المستهلكين في هذا السوق.
الديزل وأسواقنا العربية
يتواجد الديزل في أسواقنا العربية من زمن بعيد وإن اقتصر استخدامه منذ فترة قريبة علي السيارات التجارية، ولكن ومنذ بداية هذا القرن بدأ الديزل في الانتشار تدريجيا في بعض الأسواق العربية مثل سوق تونس والمغرب والجزائر لارتفاع أسعار البنزين في هذه الدول من ناحية وانتشار السيارات الأوروبية (والتي يعمل عدد كبير منها بالديزل) في هذه الدول نظرا لقربها من القارة الأوربية من ناحية أخرى.
أما في مصرنا الحبيبة فما زالت السيارات العاملة بالديزل قليلة وإن كانت السنوات الأخيرة قد شهدت بعض من هذه السيارات في سوقنا المحلي ومن أبرز هذه السيارات الـ هيونداى Galobr والــ هيونداى H-2.
كلمة أخيرة
يجب السماح لوقود الديزل بأخذ فرصته محليا لذلك فنحن نشجع جميع الوكلاء في سوقنا المحلي علي تقديم ولو حتي طراز واحد يعمل بمحرك ديزل لإعطاء الفرصة للمستهلكين لتجربة هذه السيارات وحتي نخفض الضغط علي استهلاك البنزين والذى وصل إلي معدلات كبيرة في الآونة الأخيرة نظرا لارتفاع الطلب علي السيارات في السوق المصرى.